عاجل آخر الأخبار
مباشر
wb_sunny

خير عاجل

ابن احمد.. بلاغ حزب العدالة والتنمية بمدينة ابن أحمد بين رثاء الضحايا واستغلال اللحظة السياسية

ابن احمد.. بلاغ حزب العدالة والتنمية بمدينة ابن أحمد بين رثاء الضحايا واستغلال اللحظة السياسية

برشيد نيوز: محمد الساقي 

هزت جريمة بشعة مدينة ابن أحمد، مخلفة وراءها صدمة ورعبًا عميقين في صفوف الساكنة. وفي خضم هذا الألم، خرجت الكتابة المحلية لحزب العدالة والتنمية ببلاغ يعبر عن قلقها وتطالب بتحقيق عاجل. لكن سرعان ما تتبادر إلى الأذهان تساؤلات مشروعة ، هل هذا البلاغ مجرد تعبير عن الحزن ومواساة للضحايا، أم أنه يحمل في طياته استغلالًا سياسيًا لحدث جلل في مرحلة سياسية حساسة؟ وما هي الدوافع الحقيقية وراء هذا التحرك في هذا التوقيت بالذات؟

إن مضمون البلاغ في ظاهره يبدو متجاوبًا مع مشاعر الغضب والاستياء التي تعتمل في نفوس الأهالي. فالمطالبة بفتح تحقيق عاجل لتحديد المسؤوليات ومحاسبة المقصرين، والدعوة إلى اتخاذ تدابير استباقية لحماية الساكنة من خطر المختلين عقليًا، والإسراع في التحقيقات القضائية، كلها مطالب مشروعة تتفق مع رغبة المجتمع في تحقيق العدالة وضمان الأمن. كما أن تجديد التعازي لعائلتي الضحيتين يندرج في إطار التعبير عن التضامن الإنساني.

إلا أن التوقيت الحساس الذي صدر فيه هذا البلاغ يثير بعض الشكوك. ففي ظل أجواء سياسية متوترة واستعدادات محتملة لاستحقاقات انتخابية قادمة، يصبح من الصعب تجاهل البعد السياسي المحتمل لمثل هذه التحركات. فهل يسعى الحزب من خلال هذا البلاغ إلى استثمار حالة الغضب الشعبي لتسجيل نقاط سياسية؟ وهل يهدف إلى تحميل السلطات المحلية مسؤولية التقصير بشكل يخدم أجندته الخاصة؟

إن الإشارة الواضحة في البلاغ إلى "تنبيهات متكررة من المجتمع المدني ومنتخبي المجلس الجماعي" دون الإشارة إلى دور الحزب نفسه في التفاعل مع هذه التنبيهات، قد يُفسر على أنه محاولة لتوجيه اللوم وتبرئة الذات. كما أن التركيز على مطالب محددة للسلطات قد يُنظر إليه كنوع من الضغط السياسي في مرحلة تتسم بالديناميكية والتنافس.

لا يمكن الجزم بشكل قاطع بالنوايا الخفية وراء هذا البلاغ. فمن الوارد جدًا أن يكون الدافع الأساسي هو فعلاً التعبير عن الصدمة والمطالبة بالإجراءات اللازمة لحماية المواطنين. لكن في المقابل، لا يمكن إغفال الاحتمالية الأخرى التي ترى في هذا التحرك محاولة لاستغلال حدث مأساوي لتحقيق مكاسب سياسية في ظل الظروف الراهنة.

في الختام، يبقى على الرأي العام المحلي والوطني أن يتعامل بحذر مع مثل هذه البلاغات، وأن يحلل مضمونها وتوقيتها في سياقه السياسي والاجتماعي. إن تحقيق العدالة لضحايا جريمة ابن أحمد وضمان أمن وسلامة الساكنة يجب أن يكون الهدف الأسمى، بعيدًا عن أي استغلال سياسي أو محاولة لتصفية حسابات ضيقة. فوحدة الصف والتكاثف بين جميع الأطراف هي الكفيلة بتجاوز هذه المحنة وتحقيق الاستقرار المنشود للمدينة وأهلها.

Tags

المتابعة عبر البريد

اشترك في القائمة البريدية الخاصة بنا للتوصل بكل الاخبار الحصرية