عاجل آخر الأخبار
مباشر
wb_sunny

خير عاجل

أولادعبو إقليم برشيد .. مستعجلات القرب بناية بمواصفات عالية وأجهزة حديثة، لكن العنصر البشري غائب

أولادعبو إقليم برشيد .. مستعجلات القرب بناية بمواصفات عالية وأجهزة حديثة، لكن العنصر البشري غائب


برشيد نيوز : هشام سيقل/ أولاد عبو

في إطار استراتيجية إصلاح المنظومة الصحية وتوسيع العرض الطبي، شُيّد في السنوات الأخيرة مركز "مستعجلات القرب" بأولادعبو إقليم برشيد ، هذا المركز جاء لتقريب الخدمات الاستعجالية من المواطن وتخفيف العبء عن المستشفيات الإقليمية المتواجدة بمدينة سطات وبرشيد، خاصة في الحالات الطارئة التي تتطلب تدخلاً فورياً.
لكن سرعان ما اصطدم هذا المشروع الطموح بواقع مغاير، حيث برزت معضلة حقيقية تجهيزات ومعدات حديثة، وبناية أنيقة تستوفي الشروط التقنية، مقابل خصاص مهول في العنصر البشري وهو الأهم. 
سكان المنطقة  عبّروا عن استيائهم من هذه الوضعية.  في أكثر من مناسبة يقول أحدهم ، عندما نُقل جاري ذات ليلة بعد إصابته بأزمة تنفسية، توجهنا إلى المستعجلات القريبة، لكننا وجدناها مغلقة. لم يكن فيها لا طبيب ولا ممرض وأنها لم تشتغل بعد وأن المركز الصحى أولادعبو هو من الدرجة الثانية مما جعلنا نضطر إلى التوجه للمستشفى الإقليمي الذي يبعد أكثر من 40 كيلومترًا".
هذه الشهادة ليست استثناءً، بل تتكرر في أكثر من ليلة ومناسبة، ما يطرح تساؤلات حقيقية حول جدوى إحداث مستعجلات بدون طواقم قادرة على تشغيلها.

يرى مهتمون ومتتبعون بالمنطقة أن المشكل يكمن في غياب التنسيق بين إحداث البنايات وتجهيزها، وبين تأهيل وتوفير الموارد البشرية اللازمة لتشغيلها. فالمقاربات التي تركز على البنية التحتية فقط، دون إرفاقها بمخططات لتوظيف وتحفيز الأطر الصحية، تكون مآلها الفشل، مهما بلغت جودة البناء أو المعدات.

فالإصلاح الحقيقي يمر عبر إحداث توازن بين "الآلة والإنسان" بين الخرسانة والكفاءة، بين ما هو مرئي وما هو فعّال، فمستعجلات القرب يمكن أن تكون فعلاً مشروعًا ناجحًا ومؤثرًا، شريطة توفير العنصر البشري اللازم، من أطباء، ممرضين، تقنيين وسائقين للإسعاف ، مع ضمان دوام الاشتغال في مختلف الأوقات.

إن استمرار هذا الخلل قد يُفقد المواطن ثقته في هذه المراكز وأولادعبو إقليم برشيد نموذجا ويفرغ المشروع من مضمونه. فالمستعجلات ليست فقط جدرانًا وأجهزة، بل روحها في الطاقم الذي يُديرها ويستقبل الناس بوجه إنساني ويد خبيرة. فهل من إلتفاتة حقيقية لتصحيح المسار ؟

من جهته، أكد مسؤول بالقطاع الصحي فضّل عدم ذكر اسمه أن البنية التحتية متوفرة، وأن الأجهزة حديثة وجاهزة للعمل، لكن التحدي الأكبر يبقى في توفير الموارد البشرية. وقال على أن ا لعمل في هذه المستعجلات يتطلب نظام مناوبة دائم، وهذا يتطلب أطباء وممرضين مستعدين للاشتغال في ظروف خاصة. ونعترف بأن هناك خصاصاً، لكن الجهود مبذولة لتجاوز هذا الوضع في أقرب وقت، سواء عبر التعيينات الجديدة أو إعادة توزيع الأطر الصحية حسب الأولويات.

ويبقى الرأي العام أن الحل لا يكمن فقط في التشييد والتجهيز، بل في الاستثمار في العنصر البشري، عبر توفير تحفيزات مادية ومعنوية، وتكوين مستمر، وتوزيع عادل للموارد البشرية، كي لا تظل مستعجلات القرب مجرد صورة جميلة تخفي وراءها عجزاً هيكلياً.


Tags

المتابعة عبر البريد

اشترك في القائمة البريدية الخاصة بنا للتوصل بكل الاخبار الحصرية