محمد أمين بن شومية: صديق القطط الذي خطف الانظار رفقتها بشوارع الدروة في مشهد معبر عن الإنسانية والرحمة
بقلم: الخدير لغرابي
في مدينة الدروة، حيث تعج الشوارع بالحركة اليومية المعتادة، هناك مشهد استثنائي يتكرر كل مساء ، مشهد يُعيد الأمل في الإنسانية و يجسد أسمى معاني الرحمة.
إنه مشهد محمد أمين بن شومية، الشاب الذي أصبح صديق القطط المشردة، حيث يخصص وقته وماله لإطعامها، في صورة تعكس روح التضامن والحب للحيوانات التي تعيش بيننا.
منذ فترة، بدأ محمد أمين هذه العادة النبيلة، حيث يخرج يوميًا عند العشية ، محملًا بعلب طعام القطط، التي يشتريها من ماله الخاص، ولأنه لا يمتلك وسيلة نقل خاصة، يعتمد على والده الذي يرافقه يوميًا في هذه المهمة، مما يجسد مثالًا رائعًا عن دعم العائلة للأعمال الخيرية، حتى لو كانت موجهة للحيوانات.
ما يثير الانتباه أن القطط حفظت ملامحه وتعودت على مواعيده، حتى أصبحت تنتظره في نفس الأماكن، و بمجرد رؤيته تتجمع حوله طلبًا للطعام، في مشهد يعكس العلاقة الجميلة التي نشأت بينه وبين هذه المخلوقات الضعيفة.
ما يقوم به " محمد أمين " ليس مجرد إطعام قطط مشردة، بل هو درس في الرحمة والإنسانية، يذكر الجميع بأن الحيوانات أيضًا تستحق الاهتمام والرعاية، خاصة في ظل الظروف القاسية التي تعيشها بسبب قلة الغذاء والمأوى و خطر الكلاب الضالة في ظل ارتفاع عدد هذه الاخيرة بشكل اصبح يهدد الساكنة والقطط على حد سواء مع حقها في الحياة داخل مأوى لم يعرف النور بعد .
إن مبادرة هذا الشاب تستحق الثناء و التشجيع ، كما أنها تدعو المجتمع إلى النظر بعين الرحمة لهذه الكائنات التي تعيش بيننا، والتفكير في سبل أخرى لمساعدتها، سواء عبر توفير الطعام، أو العناية الصحية، أو حتى نشر الوعي حول الرفق بالحيوان.
ان ما يفعله محمد أمين بن شومية هو نموذج يُحتذى به، لكنه لا يستطيع وحده حل مشكلة القطط المشردة في الدروة.
لذا، ربما يكون الوقت قد حان لإطلاق مبادرات مجتمعية لدعم هذه الفئة من الحيوانات، سواء عبر توفير أماكن آمنة، أو تنظيم حملات توعية، أو حتى تقديم مساعدات غذائية لمن يقومون بمثل هذه المبادرات الفردية.
في النهاية، ربما تكون الدروة بحاجة إلى أكثر من محمد أمين واحد، حتى تصبح مدينة أكثر رحمة، لا للإنسان فقط، بل لكل الكائنات التي تشاركنا الحياة فيها.
