مأسسة خلايا الاستماع والوساطة بمديرية برشيد آلية للرفع من درجة اليقظة والحزم لمعالجة حالات العنف بالوسط المدرسي
مأسسة خلايا الاستماع والوساطة بمديرية برشيد آلية للرفع من درجة اليقظة والحزم لمعالجة حالات العنف بالوسط المدرسي.
بقلم الأستاذ: هشام زيزان (رئيس مصلحة الشؤون التربوية بالمديرية الإقليمية ببرشيد)
أنجزت القناة الثانية المغربية 2M)) خلال الأسدوس الثاني من الموسم الدراسي الحالي في إحدى برامجها الثقافية، حلقة خاصة، أقدم من خلالها مقدم البرنامج على مناقشة موضوع: "خلايا الاستماع والوساطة" بإحدى أعرق المؤسسات التعليمية التابعة للمديرية الإقليمية ببرشيد، مثيرا القضايا الكبرى الواردة في خارطة الطريق 2022- 2026 المرتبطة بالموضوع. وذلك بالنظر لأهمية الدور الذي تلعبه "خلايا الاستماع والوساطة"داخل فضاء المؤسسات التعليمية، باعتبارها آلية فعالة في مجال الإنصات والتواصل عن قرب مع جميع فئات التلاميذ.
قارب الموضوع في مجمله، أهمية إرساء استراتيجية تقوم على إحداث بنيات مؤسساتية فعالة للإنصات والوساطة بمختلف المؤسسات التعليمية في ارتباط بثقافة حقوق الطفل وصيغ تبني آلية للرصد المبكر وللتكفل وتتبع ضحايا العنف، أثار النقاش في جوهره العام العديد من الكثير من نقاط الاهتمام التي تستدعي إعادة بناء تصور جديد لتدبير النزاعات والوقاية من العنف المدرسي وتفعيل أدوار الإنصات الفعال والوساطة بالوسط المدرسي، حيث أن لتأسيس "خلايا للاستماع والوساطة" أدوار هامة من شأنها المساهمة في خلق مناخ صحي ومحفز لتسهيل عمليات التعلم عبر الأنشطة الخلاقة والمبدعة والمبادرات التحسيسية والتوعية حول مخاطر العنف المدرسي المبني على الاجتماعين ومن ذلك نذكر: ضمان المواظبة على الدراسة؛ الوقاية من الهدر المدرسي، الوقاية من العنف المدرسي ، التشجيع على النجاح المدرسي، دعم وتعزيز العلاقات الإيجابية داخل النسق المدرسي، خاصة بين الجنسين، تيسير ودعم عمليات التواصل غير العنيف داخل النسق المدرسي..
لقد عملت المديرية الإقليمية في إطار تنفيذ توجيهات خارطة الطريق 2022 - 2026، وتنزيل مقتضيات القانون الإطار 51.17 على تجديد هياكل المركز الإقليمي لمناهضة العنف بالوسط المدرسي و برمجة العديد من التكوينات سواء المندرجة منها ضمن المخطط الجهوي أو الإقليمي للتكوين المستمر بغرض مأسسة هذه الخلايا وتوطينها داخل المؤسسات التعليمية العمومية بالأسلاك الثلاث، حيث بلغ عدد الأساتذة الذين تم تكوينهم في مجال الإنصات والوساطة 124 إطارا تربويا، بما فيهم أطر الدعم الاجتماعي البالغ عددهم 10، في الوقت التي تمكنت المديرية من الانخراط في التكوينات الجهوية التي خصصت ل"تكوين مكوني منسقات ومنسقي خلايا الاستماع والوساطة"، المصوغة التي أنتجها ثلاثة أطر ينتمون لمديريتي برشيد و سطات، تسعى إلى تنمية الكفايات الضرورية لدى المشاركين في الإنصات الفعال والوساطة ، ومبنية على أنشطة تطبيقية فردية وثنائية وجماعية حول حالات معيشة وواقعية، واعتمدت على: *المنهج التفاعلي بديلا عن المنهج الإلقائي الشق العملي التطبيقي * المضامين الإجرائية* تقنيات للتنشيط تتلاءم وموجهات الأندراغوجيا* استثارة وحفز التفكير الجماعي...
من هذا المنطلق، نرى أن نسلط الضوء على أهم الكفايات الأساسية لممارسة مهمة الإنصات و كذا الوساطة المدرسية، رغبة في تثبيت فضائل السلوك المدني المنشود داخل الفضاءات التربوية، حيث أنه من الضروري أولا امتلاك التقنيات المرتبطة بالإنصات من أجل مساعدة المنصت إليه على اتخاذ القرار وبث الثقة لديه، وكذا القدرة على استيعاب وفهم الرسالة التي يود المنصت إليه تبليغها من خلال الكلمات والنظرات والمواقف والأحاسيس،ثم القدرة على العمل ضمن فريق لتدبير وضعيات عاطفية أو خاصة والتعايش معها.
كما أن الوساطة المدرسية، تقوم بناء على مبدأ رابح، فالوسيط يكون دوره كميسر لهذه العملية، وتكون هذه الأخيرة في سرية تامة حماية للمعطيات الشخصية ولخصوصية النزاع. وهي عملية تروم تحقيق نوع من التوازن والاستقرار في النسق المدرسي (الإدارة، الأطر التربوية، التلميذات والتلاميذ، الأمهات والآباء) والحفاظ على الأجواء التربوية الصحية من أجل تيسير عمليات التعلم وطبيعة النزاعات.
إذ لابد للمستمع/ المنصت أو الوسيط من اطلاع كاف على : اتفاقيات حقوق الطفل، مختلف المرجعيات التربوية والقانونية والتنظيمية للوقاية ومحاربة العنف بالوسط المدرسي ومهام خلية الإنصات والوساطة وأدوار منسقيها وكذا على أنشطة الحياة المدرسية وآليات تفعيلها ، كما عليه الوعي بأهمية القانون الداخلي للمؤسسات في ترسيخ السلوك المدني ونبذ العنف وأن يكون بقدرات مهاراتية في التواصل وثقافة الاستماع وآليات الحوار والتسامح وتقبل الاختلاف والعيش المشترك.