عاجل آخر الأخبار
مباشر
wb_sunny

خير عاجل

الحسن الثاني .. “مؤثر” من زمن آخر يفرض حضوره بمنصات افتراضية لم يعاصرها

الحسن الثاني .. “مؤثر” من زمن آخر يفرض حضوره بمنصات افتراضية لم يعاصرها

بعد مرور ربع قرن على رحيل الملك الحسن الثاني، لا يزال إرثه السياسي والفكري حاضرًا بقوة في الوجدان المغربي، حيث تحقق مقاطع فيديو لخطاباته ومؤتمراته الصحفية ملايين المشاهدات على المنصات الرقمية مثل يوتيوب وفيسبوك وتويتر.

ويتم تداول هذه المقاطع، التي تعود إلى فترات مفصلية من حكم الملك الحسن الثاني، بانتظام على الشبكات الاجتماعية، وغالبًا ما تُستدعى في سياق النقاشات المرتبطة بقضايا سياسية راهنة مثل ملف الصحراء المغربية، الأزمة المغربية الفرنسية الأخيرة، أو العلاقات مع إسرائيل.

وتُظهر التعليقات التي ترافق هذه الفيديوهات تقديرًا مستمرًا لشخصية الحسن الثاني، التي تمزج بين البلاغة والحكمة السياسية.

وبالنسبة للعديد من المغاربة، سواء من جيل الشباب الذين وُلدوا بعد وفاته أو الجيل الأكبر سنًا الذي عاصره، يمثل الحسن الثاني مرجعًا يستمدون منه مواقف وآراء تتعلق بالقضايا الوطنية والدولية الراهنة.

وتحظى مقاطع الفيديو التي توثق خطاباته وأحاديثه الصحفية، سواء تلك التي ألقاها في مناسبات رسمية أو أثناء مؤتمرات صحفية مع وسائل الإعلام الأجنبية، باهتمام واسع، وتتجدد مشاهدتها مع كل تطور سياسي.

وخلال فترة الجمود الدبلوماسي تلتتي استمرت لأشهر بين المغرب وفرنسا، عادت تصريحات الملك الحسن الثاني عن العلاقات الثنائية إلى الواجهة، ما يعزز النقاشات حول موقع المغرب في السياسة الخارجية والدبلوماسية.

ويساهم التداول المنتظم لهذه المقاطع في خلق تفاعل واسع على شبكات التواصل الاجتماعي.

على فيسبوك وتويتر، يتم إعادة نشر الفيديوهات في كل مرة يُثار فيها موضوع سياسي أو تاريخي له علاقة بإرث الحسن الثاني.

وعلى تيك توك، تجذب مقتطفات قصيرة من خطاباته الملايين من المشاهدات، حيث يعيد المستخدمون اكتشاف بلاغته وسرعة بديهته.

وفي كل مرة يتم فيها نشر هذه المقاطع، يتفاعل المستخدمون بالحديث عن حكمته السياسية، وتُستعاد بعض المواقف الشهيرة التي اتخذها الملك خلال الأزمات التي واجهها المغرب في فترة حكمه.

ليس فقط من عايشوا فترة حكم الحسن الثاني هم من يبدون اهتماماً بمقاطع الفيديو هذه، بل حتى الشباب، الذين وُلدوا بعد وفاته في 1999، يعبرون عن فضول كبير تجاه هذه الشخصية التاريخية.

ويُعزى هذا الاهتمام بين الشباب إلى الانتشار الواسع للمحتوى الرقمي، الذي جعل من السهل الوصول إلى هذا النوع من الأرشيف.

في المدارس والجامعات، تُعد خطب الملك الراحل مادة تحليلية للعديد من الطلبة الذين يحاولون فهم مراحل حساسة من تاريخ المغرب الحديث.

إلى جانب المغاربة، يثير الحسن الثاني فضول الأجانب الذين يكتشفون من خلال هذه المقاطع ملكاً مثقفاً وحديثاً، يتمتع بقدرة على التعامل مع التحديات الدبلوماسية الصعبة.

وعلى الرغم من مرور 25 عاماً على رحيله لا يزال الحسن الثاني شخصية محورية في المخيلة الجماعية المغربية، حيث تظل خطاباته وأفكاره مصدر إلهام للعديد من المغاربة الذين يجدون فيها إجابات لتحديات الحاضر.

وفي زمن تتسارع فيه التحولات السياسية والاجتماعية، يبدو أن إرث الحسن الثاني سيبقى حاضراً، يُستدعى بانتظام كلما واجه المغرب تحديات جديدة، ليظل “الملك البليغ” جزءاً لا يتجزأ من النقاشات العمومية في المغرب.

Tags

المتابعة عبر البريد

اشترك في القائمة البريدية الخاصة بنا للتوصل بكل الاخبار الحصرية