ضرورة تحسين الوضعية الاجتماعية وظروف اشتغال عمال النظافة بالدروة
بقلم الخدير لغرابي
يعد عمال النظافة أحد الركائز الأساسية التي تضمن نظافة المدن وسلامة بيئتها، إلا أن الوضعية الاجتماعية وظروف اشتغالهم بالدروة تعكس صورة مؤسفة تتطلب التدخل العاجل. في ظل غلاء المعيشة، يبقى الأجر الذي يتقاضونه، والذي لا يتجاوز 2000 درهم في الشهر، غير كاف لتلبية احتياجاتهم الأساسية، بل إن تأخر صرف هذا الأجر منذ شهر غشت الماضي يزيد من تفاقم معاناتهم.
إن هذا الوضع الاجتماعي الصعب يأتي في وقت يشهد فيه المغرب اهتماماً دولياً متزايداً، خاصة مع الاستعدادات لتنظيم مونديال كأس العالم 2030. فالاستعداد لاستقبال هذا الحدث الكبير يتطلب تحسين المرافق العامة، بما في ذلك خدمات النظافة، لضمان صورة مشرفة للبلاد أمام الزوار.
كما أن الحادثة الأخيرة ليلة أمس من طرف (البوعارة) حسب أحد عمال النظافة، و المتمثلة في إحراق النفايات في شارع خالد بن الوليد تثير تساؤلات حول فعالية خطط إدارة النفايات. من الواضح أن وضع الحاويات في نقاط غير مناسبة لا يخدم سكان الدروة في وقت نرى فيه عدد من ساكنة النواصر يستفيدون منه أكثر منا ساكنة الدروة نظرا لقرب هذه الحاويات من الطريق الوطنية رقم 9 ، بل و يساهم في تشويه المدخل الرئيسي للمدينة. هذه المشكلة تعكس عدم التنسيق بين الجهات المسؤولة عن النظافة والتخطيط العمراني، مما يؤدي إلى تداعيات سلبية على البيئة وصحة المواطنين.
لا بد من تحسين الظروف المعيشية لعمال النظافة، من خلال زيادة الأجور وتوفير حماية اجتماعية ملائمة بدل سياسة عقود العمل الدورية كل تلات أشهر حاليا ، بالإضافة إلى تحسين بيئة العمل. يجب أن تكون هذه التغيرات جزءاً من رؤية شاملة تهدف إلى تعزيز القيمة الاجتماعية لهؤلاء العمال، الذين يلعبون دوراً حيوياً في الحفاظ على نظافة المدينة مع الإشارة إلى أن تأجيل موعد تحويل اجورهم المعلقة إلى يوم الجمعة المقبل فيه اجحاف و ظلم في ظل التزاماتهم المعيشية مع واسرهم ومصاريف التمدرس رغم الأجر الزهيد .
تتطلب المرحلة الحالية رؤية جديدة تتماشى مع التقدم الذي يشهده المغرب على الصعيدين الوطني والقاري. فالدور الذي يمكن أن تلعبه الوزارة الوصية و المجلس الجماعي والمجتمع المدني في دعم هؤلاء العمال سيكون له تأثير كبير على تحسين الوضع العام. إن توفير حياة كريمة لعمال النظافة لا يعد مجرد واجب إنساني، بل هو استثمار في مستقبل مدينة نظيفة وصحية تعكس تطلعات الساكنة .
