بقلم الخدير الغرابي.. أزمة المياه بالدروة، واقع معقد
بقلم : الخدير الغرابي
شهدنا اليوم السبت ، حادثة انفجار موزع الماء عند مدخل بدر الخير، ما أدى إلى هدر كمية كبيرة من الماء الصالح للشرب قبل تدخل الجهات المعنية لوقف هذا التسرب. يأتي هذا في ظل سياسة التقشف التي تُطبق على استهلاك المياه، حيث يتم قطع التزود عن الساكنة من منتصف الليل حتى الصباح.
وفي سياق آخر، يتعلق الأمر بسقاية دوار لكرارصة، حيث صادرت المؤسسة الموزعة للماء العداد الخاص بـ(لعوينة) بسبب عدم دفع الفواتير المتراكمة التي وصلت إلى 35 ألف درهم. تعود أسباب هذا التراكم إلى تقاعس الشخص المسؤول عن دفع الفواتير، والذي انتقلت المسؤولية لزوجته لأسباب شخصية.
هذا الوضع ترك ساكنة المنطقة بلا ماء، مما دفع رب المجلس إلى وعد الساكنة بتحمل المجلس مبلغ 30 ألف درهم، على أن تتحمل الساكنة 5 آلاف درهم. ورغم أن المجلس كان بإمكانه تحمل المبلغ كاملاً، تم جمع المبلغ المطلوب من الساكنة وتم تجهيز الحنفية بعداد جديد وفق عقد جديد باسم سيدة أخرى.
هنا، تبرز تساؤلات مشروعة: ما مصير الخمسة آلاف درهم التي سلمت لممثل المجلس؟ هل كان من الصواب استلام هذا المبلغ؟ وهل سيتم احتسابه عند تسديد الفاتورة الإجمالية، أم أن المجلس سيدفع المبلغ كاملاً من ميزانيته، ليبقى مصير المبلغ المحصل عليه مجهولا ؟ وما الإجراءات المتبعة لاستعادة باقي المبلغ من الشخص المسؤول عن الحنفية؟
كما يجب التساؤل عن الأجل المحدد لإنهاء عملية الربط الفردي بهذه الدواوير، في ظل الحاجة الملحة لضمان توفير الماء لكل الساكنة. تجدر الإشارة إلى أن سياسة بناء القاعدة الانتخابية تتم على حساب المال العام، وبطرق ملتوية بعيداً عن الشفافية والقوانين الجارية. هذه الوقائع تبرز الحاجة إلى مزيد من الشفافية، وتحمل المسؤولية والمحاسبة في إدارة الموارد المائية، وضمان حقوق المواطنين في الحصول على الماء بدون اي استغلال.