ثانوية الخوارزمي بمديرية برشيد تصدر العدد الأول من مجلة "فلسفة الشاطئ"
ذة. العروصي فاطمة الزهراء
مجلة "فلسفة الشاطئ"هي مجلة فلسفية مدرسية فصلية تهتم بقضايا الفلسفةوالإنسان، وتتضمن مجموعة من المقالات والرسومات الفنية التي تمحورت حول تيمة أساسية اخترنا لها عنوانا هو هذا السؤال: ما حاجتنا إلى الفلسفة؟
حاول ثلة من التلاميذ الإجابة عن هذا السؤال من خلال إماطة اللثام عن دور الدرس الفلسفي في إحداث أثر إيجابي في حياتهم. وينبغي الإشارة إلى أن المقالات التي تضمنتها المجلة هي في أساسها ثمرةلحظات أو تجارب عشتها مع تلامذتي داخل الفصل، أو -على الأقل- انبثقت بوحي منها.
عنوان المجلة:
لقد اخترنا لهذه المجلة اسم "فلسفة الشاطئ"، وذلك بتوجيه من السيد المفتش التربوي رشيد النفينف، وبالتشاور مع السيد المدير خاليد جوهري إلى جانب التلاميذ المشاركين في المجلة. إنه عنوان يوحي إلى لمسة تلاميذ سيدي رحال الشاطئ. إننا حين نستند إلى تجربتنا الفصلية وتفاعلنا مع مجموعة من المتعلمين/تأبناء وبنات هذه المنطقة، ونتخذها منطلقا لإعداد وتأليف مجلة فلسفية، فإن هذا "الأثر" أو العمللا يمكن إلا أن يكون متشبعا بروح هذه المدينة.
أهدف المجلة:
حددنا لهذه المجلة هدفين أساسيين:يتمثل الأول في مساعدة التلاميذ على اكتساب قدرات ومهارات فعل التفلسف (أشكلة ومفهمة ومحاجة وتحليل وتركيب...إلخ)، ويتجلى الثاني في ترسيخالقيم الإنسانية التي تنطوي عليها الفلسفة،بما يجعل المتعلمين قادرين على تمثل واستدماج هذه القيم، والإسهام بعد ذلك في تكريسها داخل محيطهم الاجتماعي. ومن هنا يبدو واضحا أن الإشراف على هذه المجلة يدخل في صميم تفعيل الحياة المدرسية، وعدم حصر الدرس الفلسفي في صورته التقليدية.
موضوع المجلة (العدد الأول)
إن اختيارنا لقضية: ما حاجتنا إلى الفلسفة؟ -موضوعالأول عدد تصدره ثانوية الخوارزمي التأهيلية من هذه المجلة-نابع من اقتناعنا أنه ما لم يدرك التلميذ معاني ودلالات التعلمات فإن دافعية التعلم تتضاءل لديه، ناهيك عن قدرته على التعلم الذاتي الإبداعي، فالذات المتعلمة في بحث مستمر عن إجابات الأسئلة التي تشغل تفكيرها، ولعل أول سؤال يتبادر إلى أذهان المتعلمين المقبلين على دراسة الفلسفة هو: ما حاجتنا إلى هذا النمط من التفكير؟ إنه سؤال يستمد مشروعيته من انتظارات التلميذ(ي) الخاصة حول هذه المادة، ولن يتحقق الهدف الذي يتغياه الدرس الفلسفي إلا بإماطة اللثام عن هذا السؤال، وإخراج هذا الدرس من نمطه التقليدي إلى درس مفعم بروح التفلسف، وقادر على وصل الممارسة الفلسفية التي تتم من داخل أسوار المؤسسة بالثقافة المجتمعية. ولا يتأتي ذلك إلا من خلال خلق دافعية ذاتية لدى التلاميذ بغية الإقبال على الفلسفة بوصفها حاجة وضرورة إنسانية ملحة، لا مجرد مادة من جملة مواد دراسية أخرى.
تطلعاتنا حول الأعداد القادمة من المجلة
يمكن القول إن المواضيع التي ننوي التطرق إليها في الأعداد القادمة من مجلة "فلسفة الشاطئ" هي مواضيع لصيقة بحياة المتعلمين. فإذا كان الفيلسوف نفسه ينطلق من تفكيره في الحياة، وإذا كانت غاية الدرس الفلسفي في الثانوي التأهيلي هي تعليم التفلسف، فإن تحقيق جزء من هذه الغاية -في مشروع المجلة- لن يكون ممكنا، بل ومشروعا، إلا من خلال الانطلاق من الحياة نفسها التي أدهشت الفيلسوف.
ذلك أننا لن نكتفي في تأطيرنا للمجلة بتجميع معلومات وأفكار تاريخية فقط يستقيها التلميذ من موارد متنوعة ويشحن بها ذاكرته، بل سنحاول جعل هذه المجلة فضاء وتربة خصبة يتعلم فيها المتعلم التفكير فلسفيا في حياته ومجتمعه وما يشغل الإنسان عموما. لذلك سنحاول إشراك المتعلمين في اختيار المواضيع التي سيتم تناولها في هذه المجلة.
إن رهاننا الأساس من وراء الإشراف على هذه المجلة هو الإسهام في تكوين متعلم/ مواطن متشبع بقيم الحوار والتسامح ونبذ العنف، وقادر على الاندماج في مجتمعه بصورة فاعلة إيجابية.
وإذا كنا كأساتذة فلسفة ندعو التلاميذ إلى التفكير العقلاني ونسعى من خلال تدريس الفلسفة والتفلسف جعل التلميذ قادرا على التعبير عن أفكاره بحرية والدفاع عنها، إلى جانب ممارسة التفكير النقدي على كل ما يأتيه من الآخر سواء كان فردا أو جماعة أو مؤسسة_ فإن الهدف الأساس سواء من سيرورة التدريس أو من المجلة الفلسفية التي ستنتجها المؤسسة_ هو أن يصبح التلميذ متملكا لاستقلالية التفكير بكيفية تجعله قادرا على التفكير بشكل ذاتي دون السقوط تحت أية وصاية. وإذا تحقق هذا المطمح فإنه ولا شك سيجعلنا أمام أفراد قادرين على تأسيس مجتمع تسود فيه قيم الحرية والحوار والعقلانية، أفراد قادرين على التكيف مع المحيط وعلى الاندماج في الحياة الاجتماعية والانفتاح على ثقافة الآخر في إطار يتم فيه التحلي بأخلاقيات الحوار وقيم التسامح ونبد العنف.