أصل التسمية : كاريان السكويلة Sakwila Casablanca
بقلم : عبد الجليل لوقيد
رغم السنين يظل “كاريان السكويلة” ذاكرة جماعية منقوشة في الأذهان تغازلنا كل فترة من الزمن، ليولد الحنين إلى ذالك المكان الغالي بترابه وأناسه الطيبين .
سمي ب "كاريان السكويلة" التابع لمقاطعة "سيدي مومن" بالدار البيضاء، وفق التقسيم الإداري الحديث، على اسم "مدرسة يهودية" كانت توجد بالمنطقة. ويرجع تاريخ نشأة هذا الدوار إلى سنة 1930. وهو بذلك يستحق دون مبالغة توصيف واحد من أقدم الكاريانات والتجمعات السكنية العشوائية بالبيضاء.
والسكويلة تعني “مدرسة” باللغة الإسبانية، وهي مدرسة خاصة باليهود، المدرسة تحولت إلى مقر لإحدى الشركات الخاصة. دوار السكويلة كان في الأصل واحدا من الوجهات التي قصدها عدد من المغاربة القاطنين بالعالم القروي الذين أضنتهم سنوات متلاحقة من الجفاف دفع مزيدا من القرويين إلى شد الرحال صوب الدار البيضاء لينتهي بهم المطاف في دوار السكويلة. وينحذر أغلبية هؤلاء من مناطق الشاوية والرحامنة والشياظمة والأمازيغ ودكالة وعبدة وغرباوة.
كما ساهمت الهجرة الداخلية بين أحياء الدار البيضاء في تزايد الكثافة السكانية بدوار السكويلة، ذلك أن أعدادا كبيرة من سكان أحياء مثل (البرنوصي والحي المحمدي ومبروكة وبنمسيك وسيدي عثمان ) انتقلوا الى الدوار .
كان الدوار الصغير الذي نبت سنة 1930 أصبح واحدا من أكبر الدواوير العشوائية والصفيحية بالدار البيضاء، إذ صار بالأمس عدد الأسر به قرابة العشرة آلاف.
واليوم تهاوى مثل جميع الأحياء الصفيحية، خلال السنوات الماضية القريبة، تحت معاول وجرافات السلطات الإدارية في إطار المشروع الحكومي للقضاء على التجمعات العشوائية بعدد من المدن المغربية. وتتهاوى معها فصول ذاكرات جماعية تشكلت على مدى عقود .
لكن الماضي رحل ولم يرحل بأيامه فحسب، بل بكل تفاصيل المرحلة وأفكارها وسلوكها وتراكمات الأجيال فيها، أتساءل: هل ينبغي دائما الإحتفاء بإرث الذاكرة ؟، هل يتعين علينا أن نعيش حاضرنا بعقول تطنها هواجس الماضي وقلوب تطحنها أرتال الذكريات؟.
