من الأرشيف.. تاريخ وذاكرة مستشفى الأمراض العقلية برشيد
الباب الرئيسي للمستشفى
برشيد نيوز:
يعتبر
مستشفى الامراض العقلية والعصبية ببرشيد من أقدم المستشفيات بالمغرب ،
وهناك من يقول انه دشن سنة 1919م . وهناك من الممرضين القدامى من يقول ان
اول نزيل دخل المستشفى كان سنة 1912 م .حسب ارشيف المستشفى ، والذي بني على
مساحة تقدر ب 50 هكتار وكانت به جميع المرافق الحيوية مثل :
- مطعم مجهز بكل الادوات المطبخية ،فرن للخبز خاص بالنزلاء ،مضخة للوقود ، سينما ، ملاعب لكرة القدم ، ملعب لكرة السلة ، مسابح ، مصلحة خاصة لطب الاسنان ،
محترف ( Atelier ) للنجارة، محترف ( Atelier ) الحدادة ، محترف مجهز بآلات التصبين ، محترف للخياطة .
محترف ( Atelier ) للنجارة، محترف ( Atelier ) الحدادة ، محترف مجهز بآلات التصبين ، محترف للخياطة .
والعديد
من المرافق والتي ربما لم تكن متواجدة بالمدينة أنذاك ، وكما يعرف الجميع
ارتبط مدينة برشيد باسم المستشفى وذلك راجع ان العديد من ساكنة المدينة
كانت تشتغل به وباعتباره مستشفى وطني ، يزوره المغاربة من جل انحاء المملكة
.
بالفعل كان معلمة
حقيقية بالمدينة وقد كان يشتغل به ما يناهز 500 موظف وموظفة وكان يشكل
سابقة في اشتغال المرأة المغربية انذاك في قطاع مثل قطاع الطب النفسي كما
كان يتواجد به على الاقل 5 اطباء نفسانيين والذين تنوعت جنسياتهم كفرنسين
مثل دكتور- بواترو- وا مالام -و بيرتي والدكتور كليما واسبان مثل الدكتور
إربانو وألمان مثل الدكتور ديرمان ويهدوي مثل الدكتور سلطان والذي انتقل
الى فرنسا ليشغل مدير مستشفى الطب النفسي بمدينة گرونوبل Grenoble وطبيب
يوغسلافيا وأطباء -دجبوتين- وكذا الدكتور سعد رغاب إسكندر مصري الجنسية
والعديد من الجنسيات .
كما كان يتواجد به ما يناهز 2500 نزيل من جنسيات مختلفة كالجزائر وتونس والسينغال والفرنسين .
لقد
كان المستشفى بمثابة القلب النابض للمدينة ومرفق حيوي لكن اليوم طاله
النسيان وتم تقسيم أرضه بين الادارات ولم يبق من المستشفى سوى بعض
الهكتارات والتي قد لا تتجاوز 10 هكتارات وباتت مرافقه تعاني الاهمال ومن
هنا نناشد المسؤوليين على الجهة ان تولى عناية خاصة لما تبقى من المستشفى
ولما لا تحويله الى مستشفى جهوي والحفاظ عليه كمعلمة بالمدينة خاصة بعد
اغلاق معتقل بويا عمار ودون ان ننسى ذكر مستشفى بني صميم المعلمة المتواجدة
بنواحي افران والتي تم اهمالها وهجرها وبقيت مجرد اطلال نتمنى ان لا يكون
مصير مستشفى برشيد للطب النفسي كمصير مستشفى بني صميم .
ان
ما نكتبه هو منطلقه الغيرة على هذه المدينة والتي شكل المستشفى جزءا من
ذاكرتها ومن الحيف ان تندثر هذه المعلمة هي الاخرى كما كان الحالة بالنسبة
الى القسارية التي هدمت بجرة قلم ،برشيد في حاجة الى ذاكرة تحافظ على
أصالتها وتاريخها وهويتها .
بتصرف : ذ. حسن الإدريسي