غاب جمهورك، جاء كوفيد
بقلم : طهير الجيلالي
يتقاعد اللاعبون، يُهاجرون، أو يرحلون إلى عالم آخر. يُدمر الملعب البلدي القديم ويتم تفويته لبناء عمارات سكنية، وتبقى الذكريات. ذكريات المكان، وذكريات فريق مجنون لا يعشقه غير المجانين، عرفت يوسفية برشيد ثلاثة مراحل في حياتها الطويلة.
مرحلة "الولادة" التي شهدت تأسيس نادي "الكاب"، ثم مرحلة "الحبو" التي طال فيها التأرجح بين الصعود إلى القسم الوطني الثاني والنزول إلى القسم الشرفي. وأخيرا، مرحلة "البلوغ" والصعود إلى قسم الصفوة للبطولة الاحترافية في المواسم الأخيرة.
كان الفرح بالصعود رسميا وسلطويا أمام العمالة وليس شعبيا وجماهيريا بالملعب الرياضي. ليس كل الناس كانت تحب العمالة عندما كانت مستعمرة حسوكية منفرة! ثم بعد ذلك، ما لم يكن صار، وليس كل جديد سار.
بعد موسم الحماس، غاب الجمهور وحضر المطبلون يشتمون، يقابلهم معارضون يشمتون. قال المدرب سعيد الصديقي، الذي ارتبط اسمه بالصعود، في مقابلة مع جريدة الصباح: "أدعو الجمهور إلى العودة إلى المدرجات".
وعلى مشارِف نهاية ذلك الموسم، قال رئيس الفريق" لا أفهم سر غيابِ الجمهور عن المباريات". ثم جاء كوفيد ورؤساء جدد في المجالس. سواء انتصر الفريق أو انهزم ، يبس الزرع وجف الضرع، لا كلام، وأنت ارحم الراحمين.