ولادة مطاحن برشيد، قبل ولادتي (تابع)
بقلم : طهير الجيلالي
التاريخ يٌكتب لحظة ولادة الحدث، وتاريخ مطاحن برشيد بدأت كتابته منذ الولادة القانونية للشركة وتشييد المعلمة التي اتخدت من قبب سيدي زاكور رمزا لها. لا غرابة في الأمر.
يشاع بأن الدكتور دولامار كان يطلب بركة الولي سيدي عمرو بن لحسن، قبل مباشرة العمليات الجراحية، وبأن ضويص، مدير المطحنة، حمل معه حفنة تراب من أولاد حريز وأوصى بأن تدفن معه!!
البناية الصغيرة في الصورة تمثل المنشأة القديمة الأصلية للمطاحن، والمعلمة الشاهقة التي أمامها، وهي في طور البناء شرع في بنائها سنة 1951، قبل أن تضاف إلى جاورها بناية مماثلة، مع مخازن الحبوب العمودية، لتكتمل بهم المنشأة الصناعية الفلاحية لمطاحن برشيد.
عندما كان عمال المقاولة المكلفة بإنجاز المشروع يباشرون حفر بئر عميقة لأجل تتبيث الأساس الخاص بمخازن الحبوب الإسمنتية، تسرب غاز نفطي عند وصول الحفر إلي عمق 17 متر ، وانتشرت روائحه خارج البئر على شعاع يقدر بعشرين متر.
توقفت الأشغال بالورشة، وتم إشعار السلطات العمومية، وحضر مسؤول كبير عن مصلحة الأبحاث الجيولوجية لأخد عينة من التربة وإرسالها إلى المختبر. أظهرت نتائج التحاليل أن الأمر يتعلق بجيب صغير من الغاز تكون نتيجة ضغط قوي للطبقة الصخرية على مخلفات بحرية في عصر قديم، وبأن حالة مماثلة وقعت سابقا أثناء حفر بئر بالقاعدة الجوية الأمريكية بالنواصر.
وبموازاة مع ذلك، تم حفر بئر جديدة على بعد 30 متر من الموقع الذي تسرب منه الغاز، ولم يتم العثور على الطبقة الرملية الصفراء، ولا على القواقع الكبيرة gros coquillagesالمكدسة فوق الطبقة الطينية، مثل التي عثر عليها في البئر القديمة.
ومعلوم أن تخمير الرواسب البحرية المكدسة بين الطبقات الصخرية ينتج عنها خلال مدة زمنية معينة تكوين حقول النفط والغاز. بعد إحضار معدات خاصة للتهوية وتطهير البئر من من الروائح الغازية الخانقة تم اسئناف العمال بالورشة.