عاجل آخر الأخبار
مباشر
wb_sunny

خير عاجل

مقهى فرنسا، لو تتذكرون

مقهى فرنسا، لو تتذكرون

بقلم : طهير الجيلالي

التاريخ هنا تاريخ الأموات الأحياء على الورق اللحظة، وهم الذين كانوا يجلسون بالأمس على كراسيها بزاوية شارع محمد الخامس وزنقة عقبة بن نافع. يسمونها مقهى فرنسا (المطعم والفندق) والذي بناها إيطالي على زاوية زنقة ليوطي وطريق مراكش. 

هو وحده ولا أحد غيره، الإيطالي الوحيد من بين المائة مستفيد من توزيع البقع الأرضية لتجزية لاكار. اسمه كاتانيا جورجيو، جاء إلى برشيد من تونس مع زوجته ميسيلي فرانسيسكا بعد العالمية الأولى...

طيلة فترة الثلاثينات،اشتهرت المقهى بملكيتها للسيد موليني سيلفان. فاتخدت منها حافلات الساتيام محطة للوقوف، واتخدها نادي الكاب مقرا رسميا له، وأصبحت تنظم فيها السهرات والحفلات والأعراس في مختلف المناسبات.

في سنة 1934، فتح بجانبها موليني قاعة لعرض الأفلام السينمائية ، وتكلف المسيو نوري والمسيو مولطو بنشيطها. ظهرت السينما في شكلها الاول كقاعة عارية، بها شاشة جدارية عملاقة مع بضعة كراسي، وتمت عصرنتها وتجهيزها بكيفية لائقة خلال سنوات لاحقة.

حلت الحرب العالمية الثانية وجاء التطوع للتوجه إلى جبهة المعركة، وانتقلت ملكية الاستغلال تباعا للمسيو أندري كبيتو، وهو موظف بالمراقبة المدنيةبالصخور الرحامنة مع زوجته نكروني، ثم إلى المسيو شارل بينز السويسري وزوجته هنورين أوكتافيا. 

وبعد فترة إغلاق، أعيد فتح المقهى على يد المالك الجديد المسيو لالي مدريك وزوجته سنة 1944. جاء الزوجان من دوار اجوكاك، بثلاثاء اولاد يعقوب، جهة مراكش- اسفي ومعهم الخادمة فاطنة، وكانت متزوجة، دون اخذ موافقة زوجها وأهلها ... تدخلت السلطات واعادت المراة الى قريتها.

بمناسبة يوم الافتتاح، يوم 6 يناير 1944، تبرع مسيو لالي بالمبلغ المحصل عليه، وقدره 2.965 فرنك، للصليب الاحمر الفرنسي. وبتاريخ 6 ابريل 1944 ، نظم حفلا خصصه لجمع التبرعات للمقاومة الفرنسية، وسلم مبلغ 12.270 فرنك للجبهة الوطنية للتحرير (فرنسا).

خلال سنة 1945، فوت مسيو لالي المقهى لمدام كاستيرنا، واسمها الشخصي الونسيو فرانسواز، التي استغلتها لغاية 1965، وكلفت فرانسيكو روميرو كاريرو الطنجاوي بتسييرها في السنوات الاخيرة قبل الإغلاق. 

ففي سنة 1965، غادر المغرب نحو 24.774 فرنسي، وخلال تلك السنة، بيعت المقهى الى السيد بدري عبد الكبير الذي حصل على الترخيص بالاستغلال سنة 1969. في فترة من الفترات، تشارك مع يخلف بن يخلف الذي باع "ضيعة تعلاوت" بدوار بوفروج، للإخوة بوفتاس، من أجل تمويل الشراكة.... خلال تلك المرحلة السبعينية، التي كان يترك فيها بعض لاعبي يوسفية برشيد المقهى ويدخلون ارضية المعلب وهم منتشون، اشتهر المرحوم المصطفى بدري (سمير)، صاحب الابتسامة الجميلة، بمساعدته لأولاد برشيد، وكانت أمتع لحظات تسكع الشباب بحي لاكار تلك التي كانوا يصادفون فيها بجانب مقهى فرنسا : الوكال، ولعريبي خو لعوينة، وتفيقي (مسح الأحذية)، ومسعود، وعويمير، وعبد القادر مطالو، وعبد القادر الاعرج( سينما كاميرا)، وعبد الله ولد لفينش وطومازيني (عاطلين من خمس نجوم)، ولموستيك (الساتيام)، وسي لحسن كجوط (بايع البيض المسلوق)، ووو ... رحم الله الجميع.

Tags

المتابعة عبر البريد

اشترك في القائمة البريدية الخاصة بنا للتوصل بكل الاخبار الحصرية