خلال مؤتمر دولي.. سفير المملكة المغربية المختار غامبو يدعو إلى تحويل الحدود إلى جسور للتعاون
برشيد نيوز:
دعا سفير المغرب في كينيا، المختار غامبو، اليوم الخميس بنيروبي، إلى العمل معا من أجل تحويل الحدود بين البلدان الإفريقية إلى جسور للتضامن والتعاون الإفريقي.
وقال الدبلوماسي المغربي، في كلمة له خلال أشغال المؤتمر الدولي حول التجارة في إفريقيا المنعقد حول "تمكين الأفارقة من وسائل المساهمة في التجارة البينية الإفريقية والتجارة العالمية بعد كوفيد -19"، إن المملكة التي تظل ملتزمة بتحقيق منطقة التجارة الحرة القارية الإفريقية، قد شرعت في وضع الأسس والبنيات الضرورية لإنجازها.
وأكد الأكاديمي المختار غامبو، الذي شارك في مائدة مستديرة حول "الفرص المتاحة للمجموعات الاقتصادية الإقليمية الإفريقية" أن المغرب يزخر بموقع جغرافي استراتيجي يجعله بلدا جذابا للغاية للقوى الاقتصادية، مضيفا أنه يشكل جسرا بين منطقة الشرق الأوسط وأمريكا وبين إفريقيا وأوروبا.
وأبرز الدكتور غامبو والنائب البرلماني السابق عن إقليم الدريوش، أن المملكة تتمتع باستقرار سياسي، مشددا على أن المغرب تحت القيادة الحكيمة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، دعا دائما إلى إرساء سياسة للتعاون جنوب-جنوب، وهو ما يجسده التوقيع، خلال السنوات الأخيرة، على العديد من اتفاقيات الشراكة مع عدة بلدان إفريقية.
وأضاف السفير والأستاذ الجامعي بالولاية المتحد الأمريكية، أن المغرب شرع أيضا في إضفاء الطابع الإفريقي على العديد من مؤسساته، مشيرا في هذا الصدد، إلى مجموعة المكتب الشريف للفوسفاط التي تعد واحدة من أكبر منتجي الأسمدة، والتي أطلقت مشاريع لإنشاء مصانع للأسمدة في كل من إثيوبيا وغانا و نيجيريا.
كما تطرق الدبلوماسي المغربي إلى مشروع خط أنابيب الغاز المغرب-نيجيريا، معتبرا أن كل هذه المشاريع ستسهم في التنمية الاقتصادية للقارة، مضيفا أن المغرب يعد المستثمر الإفريقي الثاني في القارة ككل والمستثمر الأول في منطقة غرب إفريقيا، مؤكدا على أن المملكة بحكم إمكاناتها الاقتصادية، تطمح للاستثمار أيضا في شرق القارة.
وأشار إلى أنه إذا كانت هناك منافسة بين الدول المصدرة لنفس المنتجات، فيمكن للمغرب ودول شرق إفريقيا، الاستفادة من التكامل الاقتصادي بينها، موضحا أنه في الوقت الذي تعد فيه دول شرق إفريقيا من كبار منتجي القهوة والشاي، التي تعرف طلبا كبيرا في السوق المغربية، فإن المغرب يعتبر منتجا رئيسيا للأسمدة، التي تعد ضرورية للزراعة في هذه البلدان.
علاوة على ذلك، أبرز السفير، أن البنية التحتية تشكل تحديا كبيرا لتطوير المبادلات التجارية بين البلدان الافريقية، مشيرا إلى أنه بالإضافة إلى شبكة الطرق السريعة الواسعة والمتطورة، طور المغرب بنية تحتية مهمة في مجال الموانئ، لا سيما ميناء طنجة- المتوسط، الذي يعد الأكبر من نوعه في حوض البحر الأبيض المتوسط، إضافة إلى ميناء الداخلة الأطلسي الجديد، في الصحراء المغربية، والذي سيكون أحد أكبر الموانئ على الساحل الإفريقي الأطلسي.
وشدد السفير على أن المغرب في طريقه لجعل الصحراء المغربية قطبا اقتصاديا، مما سيقدم إجابات وحلول لانعدام الأمن وعدم الاستقرار الذي يميز المنطقة المجاورة، من قبيل منطقة الساحل.
وأشار إلى أنه بالإضافة إلى استلهام تجارب البلدان المتقدمة، فإن إجراء مقارنة بين البلدان الإفريقية سيكون أكثر إثارة للاهتمام، بسبب أوجه التشابه الاقتصادي والاجتماعي والديمغرافي بين البلدان الإفريقية، مشددا على أن نجاح منطقة التجارة الحرة القارية الإفريقية رهين بوضع تشريعات لحماية المستثمرين والتجار الأفارقة، مضيفا أن الاستقرار شرط لا غنى عنه لتطوير المبادلات التجارية.
وافتتح المؤتمر، الذي يعد حدثا سنويا يهدف إلى المساهمة في الحوار وتبادل المعارف حول التجارة في إفريقيا، بكلمة ألقاها وزير التجارة الخارجية الكيني، دافيد أوسياني، حول قدرة التجارة في إفريقيا على المساهمة في التنمية الاقتصادية.