مؤلم : حادثة سير تخلف قتيلة بمدينة الكارة
الصورة أرشيف
برشيد نيوز: فخر الدين بوزيد
رغم دقنا لناقوس الخطر لمرات ومرات ، ورغم مطالبة المجتمع المدني خلال عدة لقاءات مع قائد الدرك الملكي وباشا مدينة الكارة بالحد من خطر الدراجات النارية بعاصمة المذاكرة ، حدث ما كنا نخشاه وننتظر وقوعه بتوجس بحيث تسبب تهور سائق دراجة نارية مساء أمس الاثنين 03 غشت الجاري، في وفاة سيدة مسنة من أطيب خلق الله وبطريقة صادمة لا يمكن أن يتقبلها مسلم لأخيه المسلم ، فبالأحرى أن يستسيغها من انكووا بنار فقدان أعز الناس إلى قلوبهم : والدتهم ومرضعتهم ومربيتهم بل وأم الجميع الحاجة عائشة بري القلب الحنون والذر المكنون .
وتعود وقائع هذه الحادثة المؤسفة التي خلفت حالة كبيرة من الحزن والصدمة لدى كل من علم بوقوعها وبهوية ضحيتها ، عندما كانت هذه المرأة الطيبة تسير يمين الشارع العام رفقة إحدى بناتها ، فإذا بسائق دراجة نارية كان يقود آلته بسرعة مفرطة قادما من الاتجاه الممنوع لممر محمد الحنصالي المعروف باسم زنقة الحاج الصغير ، فإذا به يفاجأ بمقدم دراجة نارية ثانية في الاتجاه المعاكس ، وهو ما جعله يرتبك ويفقد السيطرة على آلته الجهنمية وهو يحاول تفادي الاصطدام بتلك الدراجة ، فزاغ يسارا ليرتطم مباشرة بالضحية وبقوة كبيرة جعلتها ترتطم بسيارة كانت متوقفة هناك ، لدرجة تزحزحت معها تلك السيارة لمسافة نصف متر تقريبا عن مكان وقوفها الأصلي .
وعلى إثر هذه الصدمة القوية أصيبت الضحية بكسور متعددة على مستوى الضلوع والتي مزقت بدورها الرئة وربما أعضاء باطنية أخرى ، وهو ما تسبب لها في نزيف داخلي حاد لم يترك لها أي فرصة للنجاة ، فرغم نقلها على وجه السرعة نحو مصحة ابن زهر وهي أكبر وأرقى مصحة بمدينة برشيد ، إلا أن تدخلات الطاقم الطبي المختص باءت كلها بالفشل ، لتسلم أمنا عائشة الروح إلى بارئها وسط آلام كبيرة ، في حين أصيب السائق المتهور إصابات متفرقة وأصيب سائق الدراجة الثانية بكدمات خفيفة .
وأمام هذا الاستهتار المفضوح بسلامة المواطنين من طرف بعض سائقي الدراجات النارية ونقول البعض حتى لا نعمم ، وهو ما تتحمل فيه السلطات الأمنية المسؤولية الأكبر وذلك نظرا لتهاونها في اجتثاث هذه الآفة من شوارعنا ، فإننا نطالب بالتطبيق الصارم للقانون وبإنزال أقصى العقوبات بالمتورطين في حوادث السير التي يكون السبب فيها تهور السائقين وليتم البدء بقاتل الحاجة عائشة ، كما نطالب بتنظيم حركة السير والجولان بمدينة الكارة عاجلا غير آجل ، وذلك لأن السير والقيادة فيها قد أصبحا ضربا من ضروب المغامرة .
ولأننا قد استنفذنا كل سبل الحوار المتحضر ولم نعد نطيق صبرا على الفوضى التي تعيشها مدينتنا لا من حيث تسيب أصحاب الدراجات النارية و العربات المجرورة أو من حيث فوضى شغل الملك العام واستغلال الشوارع دون وجه حق ، ناهيكم عن الدعارة المكشوفة وتجارة المخدرات وغيرها من المصائب التي ابتليت بها مدينتنا أمام لامبالاة أغلب المسؤولين وصناع القرار ...