من يفكر لهذه الطبقة الكادحة من الشباب العامل بالگارة ؟؟؟
برشيد نيوز: فخر الدين بوزيد
هم ينتمون لفئة الشباب النشيط بمدينة الگارة ولقد اعتادوا الحصول على لقمة عيشهم بعرق جبينهم ، إنهم نادلو الأعراس ومستخدموها وعمال المقاهي ذكورا وإناثا ، والذين وجدوا أنفسهم في ظل حالة الطوارىء الصحية بدون عمل وبدون أي مدخول يذكر .
فبعد أن كان أغلبهم يعيلون أسرا بكاملها وكان الآخرون يساعدون عوائلهم على تحمل جزء من تكاليف المعيشة ، أصبحت هذه الشغيلة الموسمية عالة على ذويها وبات أرباب وربات الأسر منها عاجزين عن سد رمق أطفالهم، ناهيكم عن كون بعضهم لم يعودوا قادرين على مجرد توفير الحليب والحفاظات لصغارهم ، فما بالكم بالأدوية لمن له أفراد من أسرته مصابون بأمراض مزمنة .
قد يقول البعض بأن الدولة مشكورة قد ساعدت كثيرا منهم ودفعت لهم تعويضات عن توقفهم عن العمل وهذا صحيح في غالب الحالات ، لكن ماذا ستكفي بضع مئات من الدراهم وهذه الفئة لم تحصل على درهم واحد منذ أكثر من شهرين بحيث أنها كانت أول شريحة من المجتمع تضررت بسبب إجراءات الحجر الصحي والعزل الإجتماعي ، وزد عليها ممتهنو الحلاقة وعمال وعاملات الحمامات الشعبية وبعض الأفران التقليدية ...
هذا بالإضافة إلى أن أغلب هؤلاء إما يكترون دورا للسكن أو محلات لمزاولة حرفهم ، مما يجعلهم اليوم عاجزين عن تأدية واجبات الكراء الشهرية وفواتير الماء والكهرباء ، أما عن تكلفة الأكل والشرب فحدث ولا حرج خاصة وأننا نعيش في هذه الفترة أجواء شهر رمضان الفضيل ، وهو الشهر الذي يعرف ارتفاعا مهما في استهلاك المواد الغذائية الأساسية لدى الأسر المغربية ...
خلاصة القول فإن هذه الفئة أحوج إلى المساعدات المادية والعينية المباشرة ، وهي أحق بالإحسان ممن سواها ، فكثير من المعوزين بمدينتنا أصبحوا محترفين في طلب المساعدة وهم يتفننون في طرق الحصول على الدعم ، سواء من السلطات أو من الجمعيات والمحسنين ، في حين يمنع هذه الفئة كبرياؤها من مد يدها للغير .
هي دعوة للإلتفات إلى هذه الفئة وهي رسالة لأهل الخير والإحسان ليضعوا هذه الشريحة ضمن حساباتهم وعلى رأس أولوياتهم ، فوالله لئن تحسن إلى امرىء متعفف خير ألف مرة من التصدق على فقير متمسكن ... ولا تنسوا أن من يفرج عن أخيه المسلم كربة من كرب الدنيا سيفرج الله عنه بذلك لا محالة كربة من كرب الآخرة.