مقال بعنوان ( كرونا من منظور سيكولوجي )
برشيد نيوز: طارق بنسلطانة
قد يتسائل الكثيرون في الفضاء العمومي عن سبل الوقاية من الوباء الذي أصاب البشرية ومازال يكتسح مناطقا كثيرة من العالم .
وفي الغالب تكون الإقتراحات المحددة ذات طابع تقني ومادي ، ولست هنا في معرض الحديث عنها ،لكن الجزء المغيب في الفضاء العمومي (الوقاية المعنوية ) فالناس الآن في حالة ذهول و في حالة (تشتت سيكولوجي ) ينتظرون السماء علها تغفر للناس ما صنعوه بأيديهم .
أعتقد أن الوباء المسمى "كرونا" لا يحتاج منا اليوم تفسيرا لاهوتيا فقط ، رغم ما يقدمه أصحاب هذا الدعاوي من تمريرات مغلوطة .
كما أن الوقاية المادية رغم أهميتها وضرورتها فهي ليست كافية لمجاوزة المرض .
إن الحرب النفسية التي نعيشها مع الوباء كفيلة لأن تحولنا إلى مرضى نفسانيين ، لذلك فالوقاية النفسية ضرورية.
الوقاية من الإضطرابات النفسية عن طريق استبعاد الوسائل الإعلامية التي ترهب الناس وتسلبهم توازنهم النفسي .
وعلى المشرفين على الصحة النفسية القيام بواجبهم النفسي في هذه الظروف ، كما على الآباء أن يعوا واجبهم النفسي تجاه أبناءهم وعدم تركهم عرضة للإعلام التلفزي او المحيط الذي يفتقر الى الوعي السيكولوجي .
إن الوقاية الصحية تتجلى في نسيان هذا الوضع والإنشغال بمواضيع اخرى ،وأشدد على فئة الأطفال لأنها الفئة المتضررة نفسيا من هذا الوباء .
وكخلاصة للرؤية التي قدمتها ،أن الوباء بيداغوجيا ليس حكرا على التفسير السياسي للظاهرة وليس حكرا على الوقاية المادية،بل نحتاج الى تفسير نفسي وقائي لأن الجانب النفسي يمثل حصة الأسد في الوقاية والعلاج .