تفاصيل عملية نصب زوجة عسكري على ضحايا بمدينة الدروة
مصطفى لطفي
وقع عدد من قاطني الدروة بإقليم برشيد، ضحية نصب من قبل زوجة جندي، أوهمتهم أنه على علاقة نافذة مع مسؤولين كبار، وأغرتهم بمشاركتها في مشاريع مقابل أرباح مهمة، فسارعوا بمنحها أموالا قدرت بـ80 مليونا، قبل أن تختفي عن الأنظار رفقة أبنائها.
وأفادت مصادر, أن درك الدروة اعتقل الجندي، بناء على شكايات الضحايا، وأحاله الثلاثاء الماضي، على وكيل الملك بابتدائية برشيد، وأثناء استنطاقه، نفى المنسوب إليه، وأكد عدم علمه بتورط زوجته في النصب على الضحايا، مؤكدا أنه فوجئ على غرار آخرين باختفائها عن الأنظار رفقة أبنائه، فقرر وكيل الملك إحالته في حالة اعتقال على المركز القضائي للدرك ببرشيد لتعميق البحث معه.
وأوضحت المصادر أن زوجة الجندي تسير محلا لاستخلاص فواتير الماء والكهرباء، إذ بعد أن وطدت علاقتها بعدد من الجيران وسكان المنطقة، اقترحت عليهم مشاركتها في مشاريع مهمة، مستغلة عمل زوجها، إذ ادعت أنه على علاقة مع مسؤولين كبار وأن المشاريع ستحقق لهم أرباحا كبيرة، ومن أجل كسب ثقتهم، قدمت لهم إغراءات لا تقاوم، من قبيل منحهم شهريا ألف درهم، مع إمكانية إعادة المبلغ المالي المساهم به كاملا بعد مرور ثلاث سنوات من انطلاق المشروع.
وتسابق العشرات من الضحايا لمشاركة زوجة الجندي في هذه المشاريع وسلموها مبالغ تقدر بالملايين، نقدا أو عبر وكالة تحويل الأموال، وكانت تسلمهم شيكات على سبيل الضمان، تبين أنها دون مؤونة.
وتمكنت زوجة الجندي من جمع ثروة مالية مهمة قدرت بـ80 مليونا، وفي الوقت الذي ترقب فيه الضحايا توصلهم بأول منحة مالية، اختفت الزوجة رفقة أبنائها من الحي، وقتها أدركوا أنهم وقعوا ضحية نصب.
وتبين بعد اختفاء المتهمة أنها احتفظت لنفسها بمبالغ مالية مهمة سلمت لها لاستخلاص فواتير الماء والكهرباء، كما سطت على مبالغ عملية الادخار الجماعية المعروفة بـ”دارت”.
وبحكم اختفاء المتهمة، قرر الضحايا تقديم شكايات ضد زوجها لدى الدرك الملكي، بسبب استغلالها وظيفته للنصب عليهم، إذ تم اعتقاله، وبتعليمات من النيابة العامة، وضع تحت تدابير الحراسة النظرية، إذ أثناء تعميق البحث معه، نفى علاقته بما قامت به زوجته.
وعاشت منطقة الدروة فوضى أمنية، إذ تحولت إلى معاقل شبكات لترويج المخدرات وعصابات للسرقة بالعنف، قبل أن تستعيد عافيتها بعد تعيين مسؤول إقليمي جديد للدرك ومساعده، إذ تشهد حملات أمنية يومية، أطاحت بالعشرات من المبحوث عنهم وزعماء شبكات المخدرات، ما ساهم في استتباب الأمن بالمنطقة.