في وفاة عبدالله القادري ... الشاوية تفقد إسما لم ينسلخ من لكنتها ومقوماتها
برشيد نيوز : حسن خليل
بعيدا عن مساره المهني والسياسي، تبقى شخصية عبد الله القادري تستحق الوقوف عند خصوصياتها ... ومن يعرف سي عبد الله عن قرب سيتأثر كثيرا لوفاته لما كان يتسم به من خصال إنسانية كبيرة، من تواضع وعفوية في سلوك ذلك الرجل صاحب الهندام الأنيق، لكن بلكنة بدوية أصيلة،ويتخيل للمتحدث معه وكأنه يتحدث لفلاح من سهول أولاد مومن أو الفقراء بعمق تراب أولاد احريز تلك المنطقة التي نالت حبا لايوصف في مشاعر عبدالله القادري،وهو الذي ينهي الإجتماعات بأفخم الفنادق بالرباط ولا يرتاح إلا بالنوم في ضيعته بضواحي مدينة برشيد... حافظ عبد الله القادري على دعم المحتاجين والفقراء ولم يتردد في استقبال أفواجهم كل جمعة بضيعته وهو يمد البعض بالدعم المالي والبعض الآخر بمساعدات مختلفة... من يعرف عبد الله القادري عن قرب، يعرف مكامن شخصيته المتسمة بصفتين، الأولى تتجلى في ذلك الإنسان الهادىء الذي تغيب عنه الإبتسابة وهذه سمة لم تقلق معارفة بإيمان منهم،أنه ذو القلب الطيب والرحيم... الصفة الثانية في شخصيته تكمن في لحظة الغضب، وهي التي تحوله لعالم أسطوري مخيف، يكسر الخشب ويرمي الكراسي، وسرعان ما يعود له الهدوء معبرا عن اعتذاره ومطالبة الصفح من الجميع.... كانت لعبد الله القادري إمكانيات الميسورين، لكنه كان يعشق حياة البسطاء والمتواضعين والمتعففين، وهي خصال قل نظيرها في العديد من الأسماء من طينة عبد الله القادري ... رحمه الله وأسكنه فسيح الجنان وجعله من الفائزين بجنه الخلود. إنا لله وإنا إليه راجعون.