هذه مستجدات الحمى التي ضربت أحد الدواوير ضواحي الكارة
برشيد نيوز : فخر الدين بوزيد
يتماثل التلميذ ذو ال 13 سنة الذي انتقلت له عدوى الحمى من أخيه المتوفى ذو ال 17 سنة للشفاء بالمستشفى الجهوي الحسن الثاني بمدينة سطات حيث لا يزال يرقد تحت المراقبة الطبية ، ونفس الشيء بالنسبة لبضع حالات متفرقة كان أصحابها قد أصيبوا بأعراض مشابهة .
أما بالنسبة لسكان الدواوير المجاورة لسكن الضحية الشاب ، فلقد تم فحص العشرات منهم وتم تلقيح حوالي 60 شخصا تحسبا لأي تفشي لهذه الحمى بينهم ، بما فيهم أسرة الميت وكل من تردد على زيارته او اقترب منه .
وعن طبيعة هذا المرض فلقد تبين حسب تصريحات اللجنة الطبية التي زارت المنطقة لمرتين بأن الأمر يتعلق بنوع من الحمى الصعبة التي تظهر صيفا والتي قد تسبب الوفاة في حالة عدم معالجتها في الأيام الأولى من ظهورها ، وهذا النوع من الحمى هو في الغالب ما كان يصطلح على تسميته قديما في الأوساط الشعبية بمرض " گردة " .
اللجنة صرحت كذلك بأن التلقيح ضد هذه الحمى من المفروض أن يكون متوفرا بالمراكز الصحية للمنطقة حتى تستفيد منه الساكنة كل فصل صيف ، ونفس الشيء بالنسبة للتلقيح المضاد لمرض " لاگريب la grippe " الذي ينتشر في فصل الشتاء وقد يسبب هو الآخر الوفاة .
وعودة إلى ما وقع للشاب المتوفى ، فإن مقربين من عائلته صرحوا لنا خلال تواصلنا معهم بأنه وبمجرد إصابته بتلك الحمى تم نقله إلى المستوصف الصحي بدار القايد ، لكن تمت معاملتهم هناك بقلة أدب بل لقد وصل الأمر بالممرض المداوم إلى طردهم من هذا المرفق العمومي متلفظا بكلام ساقط في حقهم ( خرجوا تق.... عليا ) ، كما لو كانوا قد انسلوا إلى ضيعة أبيه خلسة .
وعندما أوصدت في وجوههم أبواب المستشفيات العمومية عرضوا مريضهم رحمه الله على طبيب خاص بمدينة الگارة لكنه أخطأ تشخيص المرض ووصف لهم أدوية خاصة بالحمى التي قد تسببها المعدة داوم عليها المريض لأيام دون أن تتحسن حالته ، مما جعل فرص إنقاذه تتضاءل مع مرور الأيام بحيث تمكنت الحمى وأعراضها من جسده المتعب فنخرته عن آخره .
ولأن مصائب الصحة ببلدنا متعددة فحتى عندما تم نقل المريض إلى مدينة سطات تعرض أهله للتقريع والتأنيب بدعوى أنه يعيش بمنطقة تابعة لإقليم بن سليمان وكان عليهم التوجه به إلى مستشفاها لا إلى مستشفى إقليم آخر .
وحتى تكتمل فصول هذه المأساة الإنسانية ، لم يتم إيداع جثة الميت بعد الوفاة بثلاجة مستودع الأموات مما جعلها تبدأ في التحلل والتعفن وفي بعث روائح كريهة ، بل لقد انفجرت داخل الصندوق لدرجة أن دماءها وسوائلها كانت تتقاطر من أسفله ولقد عاين عدد من الشهود ذلك.