إقليم برشيد ... شاطئ سيدي رحال..فْتـِــيخْ الجْوَانات بالْـعَلاَّلِي في رمال بلا حراسة
إقليم برشيد ... شاطئ سيدي رحال..فْتـِــيخْ الجْوَانات بالْـعَلاَّلِي في رمال بلا حراسة
برشيد نيوز : عن محمد منفلوطي_هبة بريس
على بعد كيلومترات قليلة من منطقة ما باتت تعرف بحد السوالم الـــ17 مليار، يأخذك المسير نحو شاطئ له تاريخ وعنوان، كان حتى بالأمس القريب يعد من الشواطئ النظيفة إبان حقبة وجوده تحت سلطة النفوذ الترابي لعاصمة الشاوية بإقليم سطات، قبل أن يشق طريقه ضمن تقسيم جديد ليرتمي بين أحضان إقليم برشيد.
إنه شاطـــــــئ سيدي رحال الذي يقصده المواطنون خاصة من الطبقة الفقيرة، هربا من لهيب الشمس الحارقة وبحثا عن ملاذ أمن لأطفالها الصغار الذين يعشقون معانقة الأمواج وملامسة قصور الرمل الذهبية.
ركوبا على وسيلة نقلك التي تحملك إليه، تقابلك لافتات كتبت عليها "منطقة غير محروسة"، فيما أُخرى اعتبرت من المناطق الأمنة، لكنها لا تحمل من العنوان غير الإســـــــم.
شواطئ غير محروسة تحت رحمة النفايات والأزبال
ما أن يغادر المرء شاطئ المركز، مرورا بما يعرف ب"كورنيش سيدي رحال الشاطئ" حتى تصادفه روائح مخلفات "العباد" من بول وغيرها ضمن وصفة نثنة تزكم أنوف المارة، هناك وفي الجهة الأخرى انتصبت لافتات كُتب عليها منطقة غير محروسة... لكنها في العموم تبقى ملاذا للعائلات المحافظة وحتى التي تبحث عن الهدوء بعيدا عن روائح المخدرات وسباق الدراجات النارية الرباعية التي تهدد حياة الصغار وهم منغمسون في تشييد قصور الرمل، ليكتمل المشهد هناك بتلك الصورة المجسدة للعديد من المواطنين من البسطاء وهم منتشرون في رقعة رملية ضيقة حبيسي شواطئ غير محروسة بأمواج شبة عاثية تعرف انتشارا كثيفا للأزبال والنفايات ومخلفات الأطعمة، لتنطلق معها أظافر الصغار في عمليات للحك المتناوب على الجلد منذرة بتلوث المكان، مساحات شاطئية واسعة لم يكتب لسكانها وزوارها الاستمتاع بمياهها وهوائها وشمسها في غياب سياسة حكيمة تروم إخراج هذا الشاطئ من عزلته.
يضيف "عبد الرحيم سائق شاحنة" أن معظم شواطئ سيدي رحال تعرف تسيبا وفوضى بسبب تنامي مظاهر العربدة والمخدرات ومخاطر الدراجات النارية الرباعية التي تهدد حياة الاطفال الصغار، كل ذلك في غياب دوريات للدرك الملكي بالمنطقة، مضيفا : "من يريد أن يتمتع بجودة مياه الشاطئ عليه أن يقطع الكيلومترات وليس بضعة أمتار، وهذا غير متوفر لدى المواطنين البسطاء الذين يريدون التنفيس عن أنفسهم وعن أبنائهم بأقل الأثمان".
كما أضافت عائلة أخرى رفقة صغارها قائلة: " بعد انتهاء الموسم الدراسي، قصدنا هذا الشاطئ وكلنا أمل أن نجده في حلة جديدة، لكن الواقع اثبت عكس ذلك، غياب تام لمعلمي السباحة، و أزبال متناثرة في رماله، زيادة على النفايات التي يخلفها المواطنون الذين في الغالب يفتقرون إلى تلك الرؤية التي تجعل منهم يحافظون على نظافة الشاطئ كما يحافظون على نظافة منازلهم، كلها تبقى عوامل أرقت بال الجهات المعنية وأقلقت راحة المصطافين الذين باتوا يتخوفون من تداعيات هكذا مظاهر خاصة على مستوى صحة وسلامة أطفالهم الصغار الذين ينتشرون بشكل تلقائي برمال البحر الملوثة أصلا.
فْتــــــــــــيخ الجوانات أمام مرأى ومسمع العباد
بدءا من رمال شاطئ المركز، ومرورا بالمناطق الغير المحروسة، يستوقفك أصحاب الباركينات بأسلوب سلطوي وكأن في الأمر تفتيش دقيق وأنت عل حدود عبور حدود الوطن، لا ابتسامة ولا مرحبا، سوى عبارة "خَلَّص عــــتاد ادْخُل"، وعلى رمال الشاطئ توزعت العائلات بسيطة وعيونها على صغارها خوفا عليها من عمليات دهس قد تلاحقها جراء الانتشار الكثيف للدراجات النارية الرباعية التي تنطلق كالصواريخ.
عائلات بسيطة قادها الحظ العاثر نحو شاطئ سيدي رحال المليء بالصخور، هدفها الحصول على تغيير بشرة وجوهها حتى يقال لأفرادها عند عودتهم إلى الديار "بصحة التبحيرة".
إنهم بسطاء أخذوا نصيبهم من رمال هذا الشاطئ المحتل من قبل العديد من الشباب الذين نصبوا مظلاتهم الشمسية مقابل مبالغ مالية لا تــــــــستطيع تلك الأسر سداد فاتورتها، ليشرعوا في افتراش الرمال بأفرشة بسيطة وكلهم أمل في خلق المتعة وتحقيق أمالهم صغارهم.
وفي الجهة المقابلة، يتابع الأطفال الصغار تفاصيل "فتيخ الجوانات" من قبل شباب أبوا إلا أن يتقاسموا مع هؤلاء البسطاء تلك الرقعة الضيقة، لينفثوا سمومهم النثنة بالقرب من مجالس العائلات والأسر وأمام أطفالهم الصغار على طول الشاطئ وبمكان توقف السيارات بالمركز بأسلوب لا يخلو من التحرشات الجنسية واللمز والغمز دون استحياء ، وهو ما حول هذا المصطاف إلى ما يشبه بؤرة سوداء لتعاطي هكذا سلوكات مشبوهة من شأنها الإساءة إلى سمعة هذا الشاطئ وزواره وبالتالي تنعكس سلبا على قطاع السياحة الداخلية بالمنطقة.
بنية تحتية مهترئة واحياء تغرق في الظلام الدامس
استنكر جمعويون واعلاميون زاروا المنطقة، (استنكروا) ضعف البنية التحتية للشبكة الطرقية وكذا بعض الممرات الثانوية والمشاريع التي تعرف بطء في الأشغال، عنوانها الأبرز "سياسة الحفر الذي لاتنتهي"، ناهيك عن ضعف الإنارة العمومية ببعض الشوارع والأحياء.
وقد وصف أحد الاعلاميين على صفحته الشخصية للفايسبوك، ما يعرفه حي نسيم البحر بشاطئ سيدي رحال، بالمنطقة التي يخيم عليها الظلام الدامس في غمرة مهرجان سيدي رحال الشاطئ السنوي وفي ظل اقبال المصطافين على المنطقة، والذين غادروها على حد وصفه مرغمين إلى وجهة أخرى.
وختم المتحدث تدوينته مسائلا المسؤولين بالقــــــــــول: "فهل سيتدارك المسؤولون هذا الخلل الذي يقض مضجع الساكنة عموما والزوار على وجه الخصوص؟