بقلم عبد العزيز شبراط : التعليم بمدارسنا أية علاقة وقضايانا المعاصرة ؟ الحلقة 7
التعليم بمدارسنا أية علاقة وقضايانا المعاصرة ؟ الحلقة 7
برشيد نيوز : بقلم عبد العزيز شبراط
أمام الارتفاع المتزايد لتكلفة التعليم سواء بالنسبة للدولة او الاولياء، و أمام عضلة الاكتظاظ والتدني المهول في حجم البنيات التحتية والخصاص الكبير في الموارد البشرية ، أصبح لزوما علينا الاتجاه إلى اعتماد التكنولوجيا الحديثة في التعليم ، لآن ذلك سيحل المشكلات الكبرى للتعليم بدءا من النوعية الى تكلفة الموارد البشرية.
اذا نظرنا الى التعليم بكونه هو الذي يقف خلف النجاحات الكبرى للتنمية وتطور المجتمعات، فلا بد اذن ان يكون للذكاء الاصطناعي فيه الدور الأمثل.
تخضع الحياة المجتمعية اليوم الى تغيير كبير قد لا نحس به حتى نجد انفسنا قد أحاط بنا وامتلكنا، فلنتذكر جميعا حين انطلق الهاتف الجوال، ففي البداية كانت الاغلبية منا قد اعتقدت وآمنت ان الامر سيظل محدودا لدى طبقة رجال الاعمال ، او الاغنياء اعتقادا منا ان الامر لا تحتاجه غالبية الناس، كما ان التكلفة حينها كانت مرتفعة، ولم نشعر بالتغيير حتى وجدنا انفسنا نملك جميعا هذه الأداة الحديثة للتواصل بما في ذلك الاطفال والشيوخ وأصبحنا مرتبطين بها الى حد كبير خصوصا مع الهواتف الذكية ، والامثلة كثيرة في هذا الصدد، ما وقع للهاتف الجوال سيقع في المستقبل القريب للذكاء الاصطناعي، وان لم ننخرط في ذلك اليوم سنضطر في وقت لاحق الى اتخاذ موقف المتفرج غير القادر على الاندماج بل حتى فهم ما يجري.
فنحن نرى الْيَوْمَ تأثير الاشتراطات الأكاديمية الحديثة والدقيقة في التعليم العام والتكوين المهني والتعليم الجامعي ( مثل: معايير العلوم للجيل القادم NGSS ومبادرة المعايير الحكومية للأساس المشترك CCSSI ) التي تركز على قياس التفكير النقدي لدى الطلبة وقياس قدراتهم على تجاوز المعوقات، وذلك لتحضيرهم لقيادة المجتمع غدا ، هل تفكر بلادنا في هذا الامر أم ان قادة المجتمع المستقبلين للبلاد يتم خارج المدرسة المغربية؟!
فإذا أردنا ان نلحق بمصاف هذه الدول التي ترى الى التعليم من منظور انه صناعة يرتكز على ثلاثة فاعلين أساسيين وهم مقدمي المحتوى والمنصات ثم أدوات التقييم، لمقدمي المحتوى يفترض. فيهم ان يجتهدوا و يبدعوا لمواجهة التحولات السريعة التي تقع في هذا التحول من المطبوع الجامد الى المطبوع التفاعلي (باعتماد الواقع المعزز) والرقمي، كما يجتهد مقدمي المنصات التعليمية التميز عبر التكيف والتخصيص والتحليل مرتكزين على الذكاء الاصطناعي الذي يؤكد الباحثين في هذا المحال انه سيكون قويا خلال 2029 ،فصناعة التعليم تتحول الْيَوْمَ من نمط الاختبارات ذات الاجابات المتعددة. الى الاختبارات ذات اكثر تطورا من بينها الاختبارات ذات الاجابات المفتوحة
كيف سيساعد الذكاء الاصطناعي إذن؟ هذا ما سنتطرق اليه في الحلقة القادمة.