بقلم محمد باي : قـــيـــــود ذهــبيــة
قـــيـــــود ذهــبيــة
برشيد نيوز: بقلم محمد باي
الأيام تنساب سريعة كحبات الرمال بين الأنامل رقيقة، خفيفة وجافة...ووجوه غالية تساقطت تباعا مثل أوراق الأشجار في فصل الخريف.. والحكايات تكونت فتدحرجت مثل كومة ثلج من أعلى لتستقر في القاع ، لتظل جامدة ساكنة ، لكن حرارة الصيف وربما الأقدار كشفت وستكشف المستور.
فما أن أطل علينا صديق، صادق ،رقيق ،مبدع وفنان ليكشف المستور ، ضاقت به الحياة من كثرة الغم والهم وهو يرى كيف أن الايام تنساب بين يديه وهو جامد بلا أمل ، طال وتطاول عليه الانتظار والتسويف، فانفجر ضد ذويه، وكان ما كان من عنف وطرد . كان من الواجب أن يكون موقفنا تجاهه أكثر شجاعة لكن قاعدة الأصول والفروع وقفا حاجزا أمام حماستنا وأمام اندفاعنا ... وحتى أن شخص، أخ ، تقدم بطلب الى مديرة الوكالة الوطنية لتوزيع الكهرباء ومعه شهادة وفاة والده ، يصر على قطع التيار الكهربائي ونزع العداد عن بيت والده الفقيد ، الذي تستقر به والدته وإخوته لينضاف ظلام على ظلام الرحيل ، تستجيب المديرة للطلب وعند اعتراض واحتجاج المتضررين تطل عليهم السيدة المديرة بكلمة كلها نعومة وأنوثة وانسانية وبراءة وجمال : "اللي ابغ يموت يموت" الدولة يا مديرة تسعى جاهدة أن يعم استعمال الضوء كل القرى ، فما بالك بمنزل في قلب المدينة ؟ ولو أخدنا "بقانونك" ، وقررت نزع العداد على بيت كل هالك ،وبدون استثناء، فالظلام سيعم جزء كبيرا من هذه المدينة ، وستتحول ادارتك إلى إقامة دائمة للاحتجاجات والاعتصام وهناك ابحتي واستنجدي بقانونك ليحميك .
لو تجرد الكل من قاعدة الفروع والأصول ، وأمام هذا الجشع والانحلال والتفتت العائلي ، لوجدت طوابير وملفات لا بداية لها ولا نهاية أمام المحاكم، وعلى ذكر المحاكم عمل شاب في سنة 2014 على افتضاض بكارة قاصر بعد اختطافها فاجتهد "الدهاة "ليجدوا له مخرجا ، وبالقانون، تزوجها وطلقها في وقت قياسي.. ونفس الشخص يعود في 2016 ليفتض بكارة قاصر سنها لا يتجاوز خمسة عشر ربيعا ليجد له نفس "دهاة القانون" نفس الإخراج وما أن يطلق سراحه سيرميها للشارع ... والدفاع يعلم علم اليقين أنه سيرميها مثلما رمى الضحية التي من قبلها...
فباسم دهاة القانون تقتل الطفولة والأحلام، تتولد الأحقاد والانتقام ويكثر الفساد .. وباسم القانون تموت الإنسانية والحق في الحياة حتى بات بعض المحامين بارعين في التحايل على القانون وبات لبعض البشر سلطة على القانون، وباتت القوانين كنسيج العنكبوت تقع فيه الطيور الصغيرة وتعصف به الجوارح الكاسرة ، فجوهر القانون رحمة ولا يستخدم بقسوة الا مع الطغاة ، بل هو وسيلة للضعيف في مواجهة القوي.. بات بعض البشر يختارون الهيئة التي تدير وتنظر في ملفاتهم علما أن القانون هو القانون ، يتناسون أنه في زمننا هذا، هناك ملك ،حفظه الله ، يتفانى في خدمة المستضعفين لا يقبل أن يتوهم أي شخص أن القانون يمكنه، أن يمط ويمدد وينط ويتشقلب ويلعب على الحبال ؟؟
من يتباهون بيدهم الطويلة البيضاء / السوداء في كل المجالات يعرفون من يناصرون و متى يتدخلون ولمن يتدخلون ؟؟ يقررون من يجوز ومن لا تجوز متابعته وحتى اعتقاله، يعرفون متى يتحركون ومتى يحركون هواتفهم ليجدوا بدل الحل مجموعة من الحلول لأحداث ومصائب وقعت وحتى الحلول لمصائب التي ستقع...
الأيام تنساب سريعة ، وما أن تهيم الأوراق على السقوط في خريف العمر فلا ذكريات غالية ولا مواقف استثنائية يستحضرها "دهاة القانون" ليرتاح القلب والبال، وحتى إن أرادوا التباهي أمام الأولاد والأحفاد بالبطولات ، فأكيد سيجمدون بعض اللحظات وبعض "التدخلات" في أعماق الأعماق ، وحتى إن جاءت فرصة الاطلاع على الأرشيف فسيشهد الأولاد والأحفاد أن أباهم كان حقا داهية وكان عبقري .
المرجع: ملفات بالمحكمة الابتدائية ببرشيد
أمثال ومقطوفات من اقوال فلاسفة وكتاب